علي شريعتي

إذا لم تكن شاهدا على عصرك، ولم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق والباطل، وإذا لم تتخذ موقفا صحيحا من ذلك الصراع الدائر في العالم، فكن ما تشاء : مصليا متعبدا في المحراب أم شاربا للخمر في الحانات... فكلا الأمرين يصبحان سواء. د.علي شريعتي

الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

إلا تنصروه فقد نصره الله

تكثر الأحاديث مؤخرا حول مشروعية حراك النصرة والمظاهرات المزمع تنظيمها مع استئناف محاكمة المسيئ من جديد، خاصة من مناوئي هذا الحراك والمتربصين به دون أن ننسى بعض المحسوبين على الحراك من الذين قصدوا ركوب الموجة لتحقيق غايات اخرى مستغلين صدق ايمان وعاطفة عامة الناس المحبين لشفيعنا المصطفى عليه الصلاة والسلام.
يتذرع هؤلاء المناوئون للحراك بأن القضاء مستقل ونزيه وأن في المظاهرات ضغط عليه، وأن المظاهرات عمل تخريبي لا يخلو من انتهاك لحرمات الله وبذلك يساوون بين جماهير النصرة والمسيئ، بالرغم من أن غالبية هؤلاء يتظاهرون خلال محاكمات الساسة والحقوقيين وحتى المفسدين !
ولكي نتمكن من الإجابة على هذه الإنتقادات، لابد من التعرض لمسار الملف، فقد صدر حكم ابتدائي يوم 24 ديسمبر 2014 بالإعدام حدا ضد المسيئ بعد ادانته بتهمتي الإستهزاء والزندقة، وبعد الطعن في الحكم من قبل دفاع المتهم اعادت محكمة الإستئناف تكييف التهمة الى جريمة الردة وحكمت بإعدام المتهم مع النظر في توبته يوم 21 ابريل 2016، وقد اعتمدت كلتا المحكمتين في حكمها على المادة 306 من القانون الجنائي الموريتاني التي تنص في فقرتها الثانية والسادسة على أن:
"كل مسلم ذكرا كان أو أنثى ارتد عن الإسلام صراحة، أو قال أو فعل ما يقتضي أو يتضمن ذلك، أو أنكر ما علم من الدين ضرورة، أو استهزأ بالله أو ملائكته أو كتبه أو أنبيائه يحبس ثلاثة أيام، يستتاب أثناءها، فإن لم يتب حكم عليه بالقتل كفرا وآل ماله إلى بيت مال المسلمين، وإن تاب قبل تنفيذ الحكم عليه رفعت قضيته بواسطة النيابة العامة إلى المحكمة العليا.
وبتحقق هذه الأخيرة من صدق التوبة تقرر بواسطة قرار سقوط الحد عنه وإعادة ماله إليه، وفي جميع الحالات التي يدرأ فيه الحد عن المتهم بالردة يمكن الحكم عليه بالعقوبات التعزيرية المنصوص عليها في الفقرة الأولى من هذه المادة"
"وكل شخص يظهر الإسلام ويسر الكفر يعتبر زنديقا يعاقب بالقتل متى عثر عليه بدون استتابة ولا تقبل توبته إلا إذا أعلنها قبل الاطلاع على زندقته".
وقد طعن أمام المحكمة العليا في الحكم الصادر عن محكمة الإستئناف كل من:
-         ذ. محمد يسلم عبد الدائم ممثلا لبعض الأشخاص
-         ذ. محمد لمين ولد خيري ممثلا لبعض هيئات المجتمع المدني
-         ذ. فاتماتا امباني ممثلة لدفاع المسيئ
-         في حين لم تعقب النيابة على الحكم !
وقد صدر حكم المحكمة العليا في 31 يناير 2017 بنقض حكم محكمة الإستئناف وإحالته من جديد الى تشكلة مغايرة لتتلافى ما أخلت به سابقتها.
وفي حيثيات الحكم أن المحكمة رفضت كافة الطعون لكنها أثارت من تلقاء نفسها أوجه الطعن بالنقض، وفي توجيهاتها التي لا تعتبر ملزمة لمحكمة الإستئناف دعت الى نقاش هل السب يقع تحت طائلة الإستهزاء ام لا ؟ فإن كان يقع تحت طائلته فالقضاة أمامهم نص المادة 306، واذا لم يكن :السب" استهزاء ففي هذه الحالة يتحول القضاء الى المادة 449 التي احيل الى مقتضيات الشريعة الإسلامية، كما اوردت مختلف الأقوال في القضية وطالبت بمقارنة مختلف الأدلة الفقهية وبحث امكان تطبيق قاعدة تحقيق المناط بفقه الواقع.
يتضح من ما سبق أن مسار القضية عرف تذبذبا كبيرا من الناحية القضائية، فالنيابة التي طالبت بإعدام المتهم وحركت الدعوى العمومية ضده، قبلت بحكم الإستئناف ولم تعقب عليه مع أنه يمهد لإطلاق سراح المسيء، والأغرب في الأمر أن قضاة الإستئناف كيفوا التهمة نزولا عند طلب دفاع المسيئ ! ولم يتطلب منهم الأمر غير ساعات للنطق بالحكم !
طبعا السياق الذي تمت فيه محاكمة الإستئناف يختلف تماما عن المحاكمتين الأخريين، ففي الأولى كانت المظاهرات تجوب الشوارع في الوطن وفي العالم، فقد احرقت اعلام موريتانيا في بعض البلدان، بينما تم الإستئناف في غفلة من الجميع، حتى محامو الطرف المدني غيب بعضهم عن المحاكمة التي تمت على عجل.
إن النيابة العامة التي تمثل المجتمع –وتمثل السلطات- تمالأت مع خلية نابولي ودفاع المسيئ وقبلت بحكم الإستئناف الجائر، وكان ذلك مجرد تمهيد لتهريب المسيئ الى نابولي حيث تسلمت شقيقته نيابة عنه المواطنة الشرفية وحيث كانت تجمع التبرعات للدفاع عنه مؤازرة من قبل شلة السوء من اصدقائه.
لكن الشعب الموريتاني الذي كشف المؤامرة الدنيئة، خرج في مظاهرات عمت البلاد مطالبا بنقض الحكم الجائر ومنددا بتخلي النيابة عن الملف، وتحت ذلك الضغط استجابت السلطات مكرهة لإرادة الشعب، فرفعت يدها عن قضاة المحكمة العليا ليحكموا بنقض غزل محكمة الإستئناف .
إن تاريخ السلطات الموريتانية مع التدخل في القضاء واستخدامه ضد خصومها، وتعاطيها مع هذه القضية يجعلنا لا نسلم الأمر لها، بل يحتم علينا مواصلة الضغط عليها لتسمح للقضاء بتطبيق العدالة في المسيء.
وفي الأخير نشير الى أن الإساءة ليست قضية موريتانية بحتة بل هي قضية مليار ونصف المليار مسلم، لا يتم ايمان الواحد منهم دون أن يكون رسول الله عليه الصلاة والسلام احب إليه من نفسه وأهله وماله وولده وأن يفديه بنفسه وأهله وماله وولده وعشيرته والكون كله.
إن أي حكم يصدر في حق المسيء يجب أن يأخذ بعين الإعتبار تداعياته على البلاد وعلى سمعتها وأمنها، فلا يأمن الواحد منا أن ينتدب فتية من أقاصي بلاد الإسلام أنفسهم لللإنتقام من البلاد التي افرجت عن المسيء، ويجب علينا جميعا أن ندرك أن العالم الإسلامي لم يرض الإساءة من الدنمارك ولا من فرنسا وأن تداعيات ذلك كانت وخيمة على هذه البلدان، فكيف به يتقبلها من بلد ضعيف كموريتانيا.

من أجل ذلك كله يجب على القضاء أن لا تأخذه رأفة بالمسيء وأن يحكم عليه بالقتل حدا حتى يكون عبرة لمن يعتبر، كما يجب علينا كمسلمين طامعين في شفاعته عليه الصلاة والسلام أن نكثف من الإحتجاجات ضد السلطات حتى يرفع ذلك الحرج عنها في مواجهة القوى الغربية التي تضغط عليها وترفه هي بدورها يدها عن القضاء.

السبت، 25 أبريل 2015

الصحة العالمية تدعو للعمل بحزم ضد الملاريا

وجهت منظمة الصحة العالمية نداءً إلى المجتمع الدولي للتعجيل في سد ثغرات كبيرة تتخلل مجال الوقاية من الملاريا وتشخيصها وعلاجها. 

جاء ذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للملاريا، وهو المرض الذي يودي بحياة أكثر من نصف مليون شخص سنوياً. 

وتحدث ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الملاريا على أقل تقدير بين صفوف الأطفال دون سن الخامسة، على أنه في عام 2013 لم يحصل سوى طفل واحد من أصل خمسة أطفال أفارقة مصابين بالملاريا على علاج فعال من هذا المرض، ولم تحصل 15 مليون امرأة من الحوامل على جرعة واحدة من الأدوية الوقائية التي يوصى بها، فيما تشير التقديرات إلى وجود 278 مليون شخص في أفريقيا من الذين ما زالوا يعيشون داخل أسر لا تمتلك ناموسية واحدة معالجة بمبيدات الحشرات. 

وفي النسخة الثالثة من المبادئ التوجيهية المحدّثة لعلاج المرض الصادرة مؤخرا، أوصت المنظمة أساسا باستخدام أحد الدوائينcoarsucam او  coartem لعلاج حالات المرض مع التذكير بمنع استخدام هذين الدوائين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. 

وكانت دول أفريقية عديدة كالكاميرون والكوت ديفوار وقبل أسابيع السنغال، قد حظرت تداول واستخدام بعض مضادات الملاريا من بينها Artequin و coarinate، رغم أن هذا الأخير مازال يعد أحد أكثر مضادات الملاريا استخداما في موريتانيا حتى اليوم، وذلك بحجة تسببها في حالات كثيرة من القصور الكلوي. 

من جهة أخرى ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها المتعلق بموريتانيا أن ثلثي السكان يعيشون في مناطق سريعة العدوى بالملاريا، أما المناطق الخالية من الملاريا فلا يعيش فيها غير 10 في المائة فقط من السكان. 

وأكدت المنظمة أن الغالبية الساحقة من الحالات التي تم فحصها مخبريا في موريتانيا أكدت الإصابة بطفيلية الملاريا من نوع فالسيباروم المعروف أنها الأشد فتكا ومقاومة للعلاج. 

وفي الأخير أوصت المنظمة بإعطاء العلاج الوقائي لأكثر فئات السكان ضعفاً في المناطق الموطونة بالملاريا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وخاصة الحوامل والأطفال دون سن الخامسة والرضع، وذلك لتقليل خطر الإصابة بعدوى الملاريا، وإلى تعميم الناموسيات المشبعة. 

الجمعة، 27 مارس 2015

ملاحظات سريعة على اللقاء الذي جمع الرئيس بالصحافة


1- كان أسوء لقاء صحفي للرئيس منذ توليه السلطة، وبدا متشنجا ومنفعلا ومتضايقا وقلقا من شيء ما.
2- بدا وكأنه يمتلك موقفا مسبقا من الأستاذ الوديعة ولعل استدعاء الهابا الذي حدث ما هو إلا بداية أزمة.
3- تعمد الكثير من المغالطات في أجوبته وخاصة في المعلومات والأرقام التي يرفض كل ما لا يعجبه فيها ولعله نسي أن تقرير منظمة العمل الدولية حول البطالة لا تغلق عليه حكومته أدراجها.
4- كانت الأجوبة في عمومها دون المستوى وغير مقنعة للرئيس نفسه.
5- كتيبة الوزراء الحاضرة لم تسعف الرئيس في الإجابة أكثر من مرة وغير مقنعة له أحيانا لحد تجاهلها وهو ما وضع مقدم البرنامج في وضع لا يحسد عليه يضطر للمساعدة في الشرح والترجمة ( les percepteurs) وغيرها.
6- يبدو أن الرئيس مازال تحت تأثير الزيارة فالخطاب القبلي والجهوي حضر بقوة في ذهن الرجل ووجدانه، ولعله من متابعي قناة شنقيط التي ذكر صولاتها وجولاتها في ذلك الميدان، فمن المقزز أن يرد الرئيس مشاكل ول بايه إلى أنه " معروف الجهة ال هو منها" قبل يضيف "ومعروف الحزب ال هو منو و ..."
وفي أكثر من مرة تحدث عن المعتقلين "معروفه القبائل ال هوم منهم" "قبيلتو" ...
7- في اللقاء السابق كان في القصر قط ويبدو أنه البارحة أصبح كلبا سمينا.
8- الحوار الذي جمع الرئيس بالوديعة سيكون نسخة مصغرة من حواره مع المعارضة، "عدل ذل انقالك ول انسحب، انسحبو كاملين گاغ"
9- استعاد الرئيس عداءه التاريخي للأدب والشعراء وعرض بهم في أكثر من فرصة.
10- تحدث الرئيس بكل فخر أنه تحدث مع الأساتذة والتلاميذ في جولته وتمكن من تحديد مستواهم، لكنه عجز عن القيام بعمليات حسابية بسيطة مثل: 60-40= 30 وغيرها.
11- لم يقتنع الرئيس بمساعدة الصديق في السؤال حول الأدوية الجنيسة والمختبر، فكان جوابه أن الدواء الجنيس  (generiques) مجرد عبوات بألف او ألفي قرص بدل العبوة الصغيرة العادية !!!
12- يبدو أن الرئيس مقتنع بمدير سنيم وبما يقدمه له من معلومات وعلى العمال فهم تلك الرسالة.
13- حديث الرئيس بتهكم عن قضية ماموني المختار "أمالها گاع لاه تنطرح في الحوار خلوها توف لين تنطرح" والتي يلزمه القانون بتنفيذ الحكم الثادر فيها، وكلامه بلغة سوقية عن ول الوقف، وسجاله مع الوديعة وضربه للطاولة وأمره بقطع البث، كل تلك الأفعال متوشوشة حقيقة.
14- تجاهل الرئيس أن الحالة المدنية تحصل أموالا دون أوصال الخزينة كالمبالغ المدفوعة مقابل بطاقة التعريف مثلا واكتفى بمغالطاته وحديثه أنها لا تحصل أوقية واحدة.
15- كل أسئلة الوديعة كانت في الصميم وشكلت مصدر ازعاج مستمر للرئيس ولم يوفق في الإجابة عليها.
16- أسئلة الصحفيين كانت على العموم جيدة وأثاروا قضايا مهمة اذا ما استثنينا ممثل قناة الوطنية الذي كان دون المستوى.
17- أدار سيدي النمين الحوار بمسؤولية وحاول تلطيف الجو في عدة مناسبات كما أنه تعامل مع الموقف المحرج في بداية الحلقة بعقلية صحفي كبير فلم يرتبك وحاول تدارك الأمر والتماس العذر للوديعة.
18- اطفي التلفزة ...

الخميس، 5 فبراير 2015

الحوار في الوقت الضائع

الأزمة الإقتصادية التي تلوح في الأفق.

تدهور القوة الشرائية للمواطن الذي ينضاف له الإرتفاع المهول للأسعار.
الأزمة السياسية العميقة.
تفشي الجريمة في المجتمع.
نذر أزمة عمالية في شركات المعادن قد تكون عوقبها وخيمة.
التذمر المتزايد لعناصر القوات المسلحة والخشية من انتهازهم لأية سانحة.
الحراك الفئوي الذي بات يهدد وحدة البلاد.
الفساد المستشري ونهب المال العمومي.
ضرورة تأمين الأموال الطائلة التي جمعها الرئيس وحاشيته بين عشية وضحاها.
وأخيرا وليس آخرا الوضع الصحي المريب للرئيس والذي تصفه بعد الجهات بالخطير.
هذا غيض من فيض المشاكل التي تدفع رأس النظام للبحث عن مخرج آمن قبل أن يدركه الغرق، ونظرا لتجاربه السابقة فإنه يلوذ بالمعارضة عند وقت الضيق ولم تخيب ظنه قط.
هذه المرة لا يمكن للمعارضة أن تشارك في أي حوار غير جدي وإلا فإنها ستدق آخر مسمار في نعشها ولن تجد مشيعا من مواطني هذا الشعب المغلوب على أمره.
فللأسف الشديد بداية هذا الحوار كانت تحت الطاولة ودخلت بعض الأطراف المعارضة خلسة في لقاءات مع مبعوثي القصر الرئاسي ولعلهم يسعون لتكرار تجارب باءت كلها بالفشل، فقد علمتنا التجارب السياسية للأنظمة المتعاقبة أن الحوار مع المعارضة -علنا او سرا- يأتي دائما في الوقت الضائع.

السبت، 15 نوفمبر 2014

لا تتنازلوا عن حريتكم

أحيل نشطاء حركة إيرا إلى السجن في روصو بتهم تجرمها المواد من 101 حتى 105 من أحكام القانون الجنائي الموريتاني.
من منظور حركة إيرا فالفقير لله ليس سوى بيظاني إقطاعي ينتمي لدولة البيظان ويقدس أئمة فقه النخاسة وكتبهم.
لكن القضية ليست تعاطفا او دعما سياسيا  او جميلا ينتظر رده، بل هي أعمق من ذلك بكثير، إنها قضية مبدئية بالنسبة لي، فكل التهم التي اعتقل بسببها أعضاء إيرا يمكن أن يحال بسببها إلى السجن كلا من:
- الحركات الشبابية ( 25 فبراير، ام جي أم، لا تلمس ...)
- أصحاب المظالم الذين يقفون يوميا أمام القصر الرئاسي
- المشاركون في #مسيرة_ازويرات
- كل من تسول له نفسه أن يرفض أي سلوك يقوم به النظام او يدعو إلى ذلك
- كل من تسول له نفسه أن يطالب بحقه
باختصار جميعنا نقع تحت طائلة الأحكام الجائرة لهذه المواد والتي يريد منها النظام العسكري أن تبقى سيفا مسلطا على رقابنا، وهو ما يجب أن نرفضه ونتصدى له وإن استدعى الأمر عصيانا مدنيا شاملا، لأن أي تنازل عن شبر من الحرية ستكون عواقبه وخيمة علينا جميعا.
شخصيا لن أمتثل أبدا لهذه المواد التافهة ويا امبانه انكفاي
المادة 102:
 يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنة كل شخص  غير مسلح يشارك في تجمهر مسلح  أو غير مسلح ولم يتركه بعد أول  تنبيه.
ويكون الحبس  من ستة أشهر  إلى ثلاث سنوات  إذا استمر الشخص غير المسلح  عمدا في تجمهر مسلح ولم يتفرق إلا بعد استعمال القوة.
ويجوز أن يعاقب الأشخاص المدانون طبقا لهذه المادة بالحرمان الكلي أو الجزئي من الحقوق المنصوص عليها في المادة 36 من القانون الجنائية لمدة سنة على الأقل وخمس سنوات على الأكثر.
 المادة 104:
كل تحريض مباشر على التجمهر غير المسلح سواء بخطب تلقى علنا أو بكتابات أو مطبوعات  تعلق أو توزع يعاقب عليه بالحبس من شهر إلى سنة إذا نتج عنه أثر، وفي الحالة العكسية تكون العقوبة الحبس من شهرين إلى ستة  أشهر وبغرامة من 20000 إلى 100000 أوقية أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط.            
كل تحريض مباشر بنفس الوسائل على التجمهر المسلح يعاقب عليه بالحبس من سنة إلى خمس سنوات إذا نتج عنه أثره وتكون العقوبة في الحالة العكسية من شهرين إلى سنة وبغرامة من 20000 إلى 100000 أوقية أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط.

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

إلى عمال ‫#‏مسيرة_ازويرات‬


مهما بلغتم في الضعف والمسكنة فلن يرق لكم قلب رجل جلف ولى أمركم من أكل أموالكم وسرق عرق جبينكم، سرتم تحت أعينه شهرا في الصحاري فأوصد أمامكم أبواب العاصمة وترككم في العراء !
إن الحقوق تنتزع وتؤخذ غلابا ولا يمكن بأي حال من الأحوال نيلها هبة، سمعت المتحدثين بإسمكم يقولون أنهم معجبين بطريقة نضال الحمالة.
لكنكم عليكم أن تركوا بأنكم لو لم تتمكنوا من سيطرتكم على ولاية الزويرات في يومكم المشهود لما أوفدت الحكومة وزراء وعساكر على عجل للقائكم وتوقيع حل أول للمشكلة في الوقت الذي كان الوالي يرفض مجرد لقاء ممثلين عنكم.
لو لم يصمد الحمالة أمام الآلة القمعية للنظام وهي تسومهم سوء العذاب لما حصلوا على حقوقهم.
لقد سمحت لكم الشرطة بدخول انواكشوط دون أن تسمح لكم بالتظاهر في العاصمة لأنكم لستم من سكانها !!! هذا استخفاف بالعقول أيها الإخوة، فمتى كانت المظاهرات الحقوقية يرخص لها في انواكشوط ومتى كان لانواكشوط سكان أصلا ؟
تخلصوا من قادتكم المتخاذلين الذين يريدون أن يقتلوا روح النضال فيكم حتى تهنوا وتضعف شوكتكم يستقبلكم رئيس الفقراء استقبالا كرنفاليا ويعدكم وعودا عرقوبية، وبعدها تكتفون من الغنيمة بالإياب.
ادخلوا العاصمة واقطعوا طريق الرئيس من المطار وهو قادم من النظر في مشاكل البوركينابيين على بعد آلاف الكيلومترات، لا تقوموا بتخريب او فساد لكن بإمكانكم الإستلقاء على شارع جمال عبد الناصر، عددكم بالمئات ولن يخذلكم مئات او آلاف من أهل انواكشوط ولن يرفع أي شعار سياسي مهما كان او أية راية حزبية، فالمغزى هو انتزاعكم حقوقكم فقط لا غير.
صدقوني الحاذق بو غمزة والفاسد بو دبزة

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

نلومهم والعيب فينا !

قبل سنوات قليلة قدم إلى مدينة سطيف الجزائرية حامل لقب الدوري الموريتاني آنذاك -كونكورد على ما أذكر- من أجل خوض مباراة ضد فريق وفاق سطيف تدخل في إطار الدور الأول من كأس العرب.
ألتقيت بالبعثة وببعض اللاعبين الذين اشتكوا كثيرا من مناخ المدينة المعروفة ببرودتها الشديدة في فصل الشتاء خاصة أنهم لم يتهيأوا لأمر كهذا ولم يحضروا معهم الملابس الشتوية.
لاعبين من الفريق نسوا أقمصتهم معلقة في منازلهم حيث كنت تغسل هناك، وبالتالي لم يعد الفريق يمتلك زيا متكاملا لخوض المباراة، لا ملابس احتياطية ولاهم يحزنون.
تدخل رئيس وفاق سطيف وقدم هدية للفريق الضيف تتمثل في طاقم ملابس كامل لكل الفريق ومن ماركة محترمة إضافة إلى تجهيزات أخرى، وطبعا كان على رفاق الحاج عيسى أن يكملوا أصول الضيافة على ملعب المباراة بأربعة أهداف بدون مقابل.
استحضرت هذه القصة وانا أتابع جرعة الوطنية التي لا يستحضرها الكثير من أبناء بلدي إلا حين ينتقدهم أحد الأشقاء.
حين تحدث هيكل عن عدم نضج التجربة الديمقراطية الموريتانية وهشاشتها انبرت الأقلام تتبدج المقالات والقصائد في ذم العجوز هيكل ونعته بأبشع الأوصاف، أعمتنا تلك الوطنية التي في غير محلها عن تلاعب العساكر بنا ليعلن وزير الثقافة عبر وسائل الإعلام بعد ذلك بأشهر البيان رقم واحد ولتعود حليمة لعادتها القديمة.
الكاتبة هويدا طه وكاتب آخر لا أذكره كتبوا عن انواكشوط وحالها وافتقارها لأي صفة من صفات المدن الحديثة، انبرت الأقلام تتغنى بمجد العلماء الشناقطة في سالف الدهر، ولم يفكر أحد أن بعيد ذلك بأسابيع كادت طائرة الخطوط الجوية الفرنسية تصطدم بحمار يرتع في مطار انواكشوط قرب مهبط الطائرات !
لم نفكر يوما أن المشكلة فينا نحن أبناء هذا البلد، نعم عاصمة بلدنا مازالت تعتمد في توزيع الماء الصالح للشرب على عربات يجرها حمير، الموزع الرئيسي للمواد الغذائية في العاصمة هو عربات الحمير !
المراكز التجارية في البلاد هي مرصت كبيتال وسوق الرزق ومرصت امسيد المغرب، ابعيد وورلد استريت بعد !، هذه الأسواق مكب للنفايات و .... أكرمكم الله.
في أكبر مؤسسة صحية في البلاد وفي أكثر الأماكن الصحية حساسية في البلد وهو إنعاش الحالات المستعجلة، نضطر إلى ضرب جهاز مراقبة الوظائف الحيوية للمريض (اسكووب) لأنه يتعطل مع أن شاشته كانت حتى عهد قريب "محزومة بشرويطة"، نعم نضربه باليد ليستعيد عافيته بينما نعتمد عليه لإنعاش مريض بين الحياة والموت !!!
لم يجن سكان مدينة اكجوجت من ثروات الذهب والنحاس التي تزخر بها مدينتهم غير سم السيانيد القاتل، لا بنى تحتية ولا تعليم ولا صحة ولا أي شيء، ولعله من المفارقة أن الإحصائيات الرسمية الصادرة من الحكومة تشير إلى أن أعلى نسبة بطالة في موريتانيا مسجلة في ولاية انشيري !!!
هذا مجرد غيض من فيض، واقترح على أبنائنا المفعمين بالوطنية أن يستشعروه وأن يسعوا إلى التغيير في بلادهم وبنائها وتسليح الأجيال القادمة بالمعرفة حتى يسيروا على خطى أجدادهم الشناقطة، حينها سيكتسبون احترام الجميع -وابلا اجميل- بدل تعاطفهم، وسينالون اعجاب الأشقاء بدل شفقتهم.

الخميس، 4 سبتمبر 2014

غزواني لوزوتو

لوزوتو دولة اكد حد اقول عنها غامبي جنوب افريقيا، هي دولة ماه اكبيرة مزروكة داخل جمهورية جنوب افريقيا ذيك ال فيها مانديلا وذاك اشي.
لوزوتو هذي فيها ديمقراطية ونظامها برلماني كيفت الدول ال استعمرتها ابريطانيا، وظاهرلي عن النسخ ولنقلابات والطغيان اجو الا من افرانص.
من ليلو ازمين اخلق زرك واشاينو فيه اهل ابلتيك الشرك وعقبو اصطلحو وعاد صاحب المعاردة نائب رئيس الحكومة وش ذاك يمو.
ومن ذ وتالي عاد رئيس الحكومة هامتو تاخنانست وماتل شاد لخبار امع حد، وقالت المعاردة عنو كاع واسعه ذمتو واخفيفه ايدو وقامت وعيطتلو شور دبيتات هامهم اطيحوه، وامنين اعرف عن دبيتات ما امعاه منهم حد قام واوخظ خطاب عنو اراهو جمد الدستور وحل البرلمان وعنو ماه امجمل ش لحد ول انطق ادور يخبطو اعل لكميهة ويفعل فيه لفعايل، وقام املي وقال عنو امنكز كبار اصنادرة كامل.
امنين عاد اعقاب الليل عيط غزواني لوزوتو لصنادرتو وقال لهم يغمزو ذاك المخلوق.
طاحو اصنادرة اعل ال فلوزوتو من ابليس ومصغارو وكلعو منهم التعمار ولمدافع واتخطاو شور بازب لوزوتو ال امفخره المخلوق ال عندهم، وفتحو مكزيناتها وما خلاو عندها اعماره ولا مدفع، ورجعو اصنادرة لكاراتهم.
امنين اعلم المخلوق بلمرده كيل كرعيه وما اصبح ماه عند اهل يعقوب زوما في جنوب افريقيا وقال عن اوعدل اعليه انقلاب.
جمعت رجليه من الدول وخرصو قالول انت ما معدل اعليك انقلاب، وقامو حركو سلك لغزواني لوزوتو قالهم انا مان ساميه الا اقلعت منو ذاك السلاح ال كان بالكو وماه امخليه يسامع اللغ امع حد.
المهم ارجع مخلوق لوزوتو لدولتو واعاد اعيدل من ش وعدل للمعاردة ذاك ال ادور كامل ورد دبيتات والدستور وهون لسعار واكلع لغرايم ولا اتل اجيه حد ف ش ما مرحب بيه وعدلو همو عجلان.
مولان لا تختر عنا لوزوتو

الثلاثاء، 22 يوليو 2014

ولو أن أهل العلم صانوه !

من عادة المترفين في انواكشوط استقدام إمام يصلي التراويح في المنزل ويتنافسون في الغالب أيهم أقصر صلاة وهو من سيظفر بصلاة شلة المترفين هذه.
أحد أباطرة انواكشوط كان لديه إمام مزدوج المهام، صاح في وجهه ذات مساء قائلا: لمام اعجل صلي يكانك اتعمر وﻻ اتكثر السكر اقبيل اتايك ارويخي ...
تذكرت هذه القصة وانا اطالع اﻷخبار المتعلقة باحتقار الدولة لﻷئمة الذي ما كان ليتم لو أنهم زهدوا في موائد السلطان.
فقبل أيام قام أحد اﻷئمة بعض آخر حتى قضم أذنه او أصبعه بسبب الصراع على حصص موزعة من مشروع افطار الصائم تصر الدولة على إذﻻل اﻷئمة قبل توزيعها عليهم.
وقبل ذلك بفترة انتزعت الحكومة قطع أرضية من فقراء في قندهار ووزعتها على رابطة اﻷئمة نظير دعمهم النشط للرئيس المترشح.
وفي خضم ثورة اﻷعراب على ترشيحات حزب الحاكم في النيابيات الماضية، أصدرت رابطة اﻷئمة بيانا شديد اللهجة تندد فيه بعدم ترشيح أحد اﻷئمة في لوائح الحزب تثمينا لنضالهم المستميت في هياكل الحزب.
قال الحسن البصري رضي الله عنه معاتبا لبعض أهل العلم كانوا يستجدون السلاطين:
"والله لو زهدتم فيما عندهم، لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم، فزهدوا فيما عندكم".

الاثنين، 26 مايو 2014

المبادرون عند الطمع

لا حديث يعلو في البلاد هذه الأيام فوق مبادرات الدعم غير المشروط لفخامة القيادة الوطنية مستخدما أبطالها كل ما هو ممكن من أجل تكثير السواد وإعلان ضروب الولاء، قبائل، أفخاذ، أسر، جهات، قرى، مدن، بشر، حيوانات، حجارة، سماء وأرض، صدقوني كلهم أعلن بعض المتحدثين في التلفزات الخاصة عن دعمهم ومؤازرتهم لترشح فخامته.

لموريتانيا تاريخ طويل مع الرئاسيات وفي كل مرة كان المواطنون ينقادون وفق فقه المرحلة، فحين تحظى الانتخابات بالجدية ويرى الناخبون بصيص أمل في التغيير تكون الانتخابات تنافسية كما هو الحال في 1992 و2007، وفي المقابل كلما أحس المواطنون بعبثية المشهد الانتخابي وبغياب التنافس الذي يجعل النتيجة محسومة سلفا نجدهم ينخرطون في مبادرات الدعم التي لا تنتهي لعل وعسى أن ينالهم حظ من وعود الحاكم التي غالبا ما تكون عرقوبية، رئاسيات 1997 و 2003 و 2014 تسير بنفس الوتيرة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه أين يختفي أصحاب هذه المبادرات حين يعيش صاحبهم أحلك ظروفه ؟
في مطلع الألفية أعلن الحزب الجمهوري أن حملة الانتساب تمخضت عن زهاء الثلاثين مليون منتسب من المواطنين الموريتانيين !
وفي 2005 دخل الوزير الأول السغير ول امبارك في مشادة كلامية مع نواب المعارضة في البرلمان وأعلن أنه سيبقى يدافع عن معاوية ول سيد احمد ول الطايع حتى آخر قطرة من دمه ...
شاءت الأقدار أن يخرج السغير بعد أسابيع في التلفزيون مباركا الانقلاب على النظام البائد –الذي يشغل الشخصية الثانية فيه- ومعلنا تأييده المطلق للأبطال الذين أنقذوا البلاد ووضع نفسه تحت تصرفهم.
طيلة الأشهر القادمة شهدت البلاد مسيرات الدعم والمؤازرة التي كان يقودها أبطال الحزب وأركان النظام الذين يلعنونه ! أحد كبار المتملقين في البلاد صرح بأنه دعم معاوية 21 سنة لأن اعل ول محمد فال كان مدير الأمن في عهده !
مع بداية بصيص الديمقراطية خفت صوت المتملقين ومارس الجميع السياسة بنوع من الجدية، ولكن حين أعاد العسكر البلاد للمربع الأول وبدأت المعارضة الجدية ترفض الدخول في اللعبة، برز المتملقون من جحورهم وطفقوا يخسفون عليهم من ورق المبادرات.
صرح رئيس حزب الاتحاد منتشيا في وقت سابق أن حزبه تنتسب له أكثر من مليون مواطن موريتاني وهو رقم يدعو للفخر حقا لأنه يعني أن كل الناخبين تقريبا استلموا بطاقات عضوية في الحزب الوليد، بيد أنه حين جرت اول انتخابات حصل الحزب على حوالي مئتي ألف صوت على اللوائح الوطنية فقط !
لكم أن تتصورا حال أصحاب هذه المبادرات لو أن قناة الموريتانية أذاعت البيان رقم واحد بعد أيام، لن يجد الرئيس المسكين مبادرة واحدة تدعو للتشبث به، بل إننا سنجدهم يتدافعون في مقدمة المباركين للمجلس الذي انحاز إلى خيار الشعب وأزاح نظام الفساد والظلم عن حكم البلاد.
أف لهم إنهم قوم يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع

الخميس، 22 مايو 2014

اﻹنتخابات اﻷحادية تطيح بالنظام في تايلاند

قبل يومين استيقظ سكان بانكوك على انتشار الجيش في الشوارع وسيطرته على المقرات الحكومية، قائد الجيش أعلن عبر التلفزيون الحكومي القوانين العرفية والرقابة المسبقة على وسائل اﻹعﻻم وحظر بث عشر قنوات تلفزية مستقلة. 
هذه اﻹجراءات أعلن قائد الجيش يومها أنها ليست إنقلابا وإنما مجرد تمهيد للحوار بين فرقاء اﻷزمة السياسية المتناحرين منذ أشهر، وهو ما جعل الصحافة تصفها بنصف انقلاب. 
يوم أمس استدعى قائد الجيش الجنرال اوشا الفرقاء السياسيين من أجل حوار سرعان ما باء بالفشل نتيجة تصلب كل طرف لمواقفه، فما كان من قائد الجيش اﻻ أن أعلن اليوم عن تجميد الدستور واستﻻم السلطة وحظر تجمهر أكثر من خمسة أشخاص في مكان عام، فالجنرال أوشا يتربع على هرم مؤسسة اشتهرت بقيامها ب 15 انقلابا كان آخرها قبل ثماني سنوات ! 
تعود جذوراﻷزمة التايلاندية الى سبعة أشهر خلت حين أعلنت الحكومة انتخابات برلمانية قاطعتها قوى المعارضة مجتمعة وإن كان أحد أحزاب المعارضة دفعه الطمع آنذاك إلى المشاركة لعله يظفر بأصوات المقاطعين. 
منذ ذلك الحين والمعارضة تعتصم في الساحات مطالبة باسقاط النظام حتى بلغ بها اﻷمر احتلال بعض الوزارات والادارات الحكومية، بعد طعن المعارضة لدى المحكمة الدستورية قررت هذه اﻷخيرة ابطال اﻻنتخابات التشريعية التي غاب عنها صوت نصف الشعب واقالة رئيسة الوزراء لشططها في استخدام السلطة. 
اﻷزمة التايلاندية أعمق من ذلك، فالمعارضة ﻻ ترضى بغير تغيير النظام الانتخابي الذي يسمح ببقاء الحكم دولة بين يدي عائلة شيناواترا عبر تحكمها في أصوات مﻻيين العمال الذين تمارس عليهم عبودية اقتصادية وعبر تحالفات بين مراكز المال الكبرى في البلد. 
طيلة اﻷزمة طالبت المعارضة الجيش بالتدخل لكن قائده الجنرال اوشا كان يرد عليهم دائما أن عهد اﻹنقلابات قد ولى، والحقيقة أن اﻷزمات السياسية واﻹنفراد بالسلطة هما أهم أسباب اﻹنقلابات العسكرية خاصة في البلدان التي ﻻ تعرف غالبا غير اﻹنقلابات كطريق وحيد للتغيير. 
فهل أنتم متعظون ؟

الخميس، 15 مايو 2014

الدولة الظالمة

من خلال متابعتي للبرنامج الرائع الذي يقدمه المتألق زايد على أثير صحراء ميديا في النهار والذي يقدم استشارات قانونية للمستمعين، أدركت حجم الظلم الذي تمارسه الدولة على المواطنين وكذلك مدى التخبط في القرارات والفساد اﻻداري.
مثلا ما تقوم به المجموعة الحضرية من بيع تحصيل الضرائب لرجال اﻻعمال كل سنة هو مخالف للقانون ﻷنه يدخل ضمت عقود اﻻحتماﻻت المحرمة شرعا وقانونا، أما سجن الشرطة للتجار الرافضين لدفع الضرائب فهو اعتداء على حرياتهم ﻷن التعزير يكون من جنس الجريمة وبالتالي فاقصى ما يمكن أن يعاقب به الممتنع عن دفع الضريبة هو اغلاق محله التجاري.
من جهة أخرى أثار بعض المتدخلين مأساة قرى واقعة بين الترارزة ولبراكنة على طول مائة كلم وهي آخر ابتكارات هذه العصابة الحاكمة للبﻻد، آﻻف المواطنين أقاموا في تلك المنطقة عقودا من الزمن قبل أن ترى الدولة النور وحتى قبل تجنيس رئيس العصابة، وشيدوا عشرات القرى الحديثة والتجمعات السكانية بما فيها من مرافق ومنازل عصرية، ذات مساء سمعوا في بيان لمجلس الوزراء أن قراهم باعتها الدولة لشركة سعودية تدعى الراجحي، دون سابق انذار او حتى الحديث مع هؤﻻء المساكين !
تكلف العصابة الحاكمة أحد الوزراء المعمرين في الحكومة ببيع ما استطاع من البﻻد من خلال صفقات مشبوهة على طريقة وانطييييير، بيعت ساحات انواكشوط العمومية وابلوكات، و اقترحت العصابة بيع مدرسة الشرطة التي شكلت على مر السنين وكرا لتعذيب المعتقلين السياسيين قبل أن يصطدموا بعقبات فنية مازالت تؤخر انتقال الشرطة الى المبنى الجديد، آخر عمليات العصابة هو تشريد هؤلاء المواطنين والقضاء على قراهم، والسؤال الذي يؤرقني هو كيف ستتعامل الدولة مع المقابر الموجودة في المنطقة وهل سينقلون رفات الموتى الى أماكن أخرى ام يجرفونها في النهر ام أنها تشملها الصفقة باعتبارها موجودة في باطن اﻷرض ؟
أكد المحامي الفاضل في رده على القضية أنه ﻻ حل للمواطنين اﻻ بالتوجه الى الغرفة اﻹدارية للمحكمة العليا والطعن قرار الدولة باعتبار الشطط في استخدام السلطة واضح وبالتالي يجب الغاء القرار، فيك الخصام وانت الخصم والحكم.
شخصيا أدعو هؤﻻء المواطنين وغيرهم من المظلومين الى حمل السلاح والدفاع عن ممتلكاتهم حتى ينتصروا او يرزقفهم الله الشهادة وأن ﻻ يستسلموا لجشع العصابة الحاكمة.

الاثنين، 31 مارس 2014

الوجيز في عهود عزيز

تسعى مختلف الأطراف في الساحة السياسية إلى إجراء حوار مع النظام الحالي حول الانتخابات الرئاسية وتنظيمها وآلياتها، وبالرغم من أن غالبية هذه الأطراف وقعت اتفاقا ساميا في داكار وظلت طيلة السنوات الماضية تشكو تنكر رأس النظام لهذه الوعود، بل أنه وصل به الحد لإطلاق ما يعتبر نكتة قانونية لا مثيل لها حين صرح الرئيس بأنه غير معني باتفاق دكار لأنه حدث في دكار وليس في موريتانيا !
وأمام التهافت على النظام من قبل العديد من الذين يحلمون بأن الرئيس سيفي بوعوده التي تسيل اللعاب، ومن الساسة الذين يسعون إلى أن يعطيهم موثقا من الله على أن يحترم ما سيتفقون عليه، أجدني مضطرا إلى تذكير الجميع بأن الوعد الأكبر لأي رئيس هو احترام أسمى وثيقة قانونية في البلاد، ألا وهي الدستور الذي خرقه الرئيس مرات عدة –وإن كنت لست من الفقهاء الدستوريين- بالرغم من أنه أقسم بالله العظيم على مراعاة واحترام الدستور والقانون، والحنث باليمين كما هو معروف عند جهابذة الفقهاء الدستوريين يرقى للخيانة العظمى قبل أن تغمس تلك اليمين صاحبها في النار والعياذ بالله كما هو متعارف عليه عند أهل الشريعة.
وسنسرد في عجالة أهم الخروقات الدستورية التي لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف كان مع بعض الحواشي نضعها بين قوسين:
-         المادة 24 من الدستور: رئيس الجمهورية هو حامي الدستور وهو الذي يجسد الدولة ويضمن، بوصفه حكما، السير المضطرد والمنتظم للسلطات العمومية. ( كلف المشرع رئيس الجمهورية بتطبيق القانون وحماية الدستور وهذا يعني أنه هو المسئول الأول عن أية خروقات تحدث)
-         المادة 27: تتعارض مهمة رئيس الجمهورية مع ممارسة أي وظيفة عمومية أو خصوصية ومع شغل منصب قيادي في أي حزب سياسي. (بغض النظر عن إدارة الرئيس لحزب الاتحاد، إلا أنه اعترف في لقاء الشباب قائلا: أنشأنا أحزابا للشباب وقمنا بدعمها ورعايتها...)
-         المادة 42: يقدم الوزير الأول برنامجه أمام الجمعية الوطنية في أجل أقصاه شهر واحد بعد تعيين الحكومة، عينت الحكومة بمرسوم صادر يوم 12 فبراير الماضي ولم تكلف نفسها عناء طلب الجمعية الوطنية.
-         68: ويتلقى البرلمان في نهاية كل ستة (6) أشهر بيانا حول مصروفات الأشهر الستة (6) المنصرمة، (حافظت الحكومة على خرق هذه المادة طيلة السنوات الماضية فلم تقدم أبدا كشفا للمصروفات السداسية رغم إلحاح نواب المعارضة على ذلك.)
-         المادة 92: تنشأ محكمة عدل سامية.
-         وتتشكل من أعضاء منتخبين، وبعدد متساو من بين أعضاء الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، بعد كل تجديد عام أو جزئي في الغرفتين، وتنتخب رئيسا من بين أعضائها. (لم يتم تجديد أعضاء المحكمة حتى الآن بالرغم من شغور منصب الرئيس ونائبه)
-         المادة 6 من قانون الجمعية الوطنية: تجري الجمعية الوطنية , في حالة شغور منصب الرئيس او مناصب عدة اعضاء في المكتب انتخابا جديدا وفقا للأشكال ذاتها , عند افتتاح الدورة الاولى بعد حدوث الشغور ( لم يتم انتخاب رئيس لمجلس الشيوخ بعد وفاته مع أنه تم انعقاد عدة دورات بعد ذلك)
-         المادة 9 من قانون الجمعية الوطنية:
-         يخلف مساعدو الرئيس الرئيس في حال غيابه او وجود مانع لمزاولته لمهامه وذلك حسب ترتيب انتخابهم .
وتقتصر مهام مساعد الرئيس المدعو لخلافته، على رئاسة المجلس وتمثيل الجمعية في المناسبات الرسمية. (يتضح من هذه المادة أنه في حالة شغور منصب رئيس الجمهورية لا يمكن لنائب رئيس مجلس الشيوخ الحلول مكانه وهذا يعني أن البلاد ستدخل فراغا دستوريا خطيرا)
من جهة أخرى، فإن قانون الشفافية المالية الذي يلزم كل المسئولين السامين عند تعيينهم وانتهاء مهامهم بالكشف عن أموالهم المنقولة والثابتة وكذا أزواجهم وأبنائهم القصر، طبق هذا القانون مرة واحدة ولم تتلق لجنة الشفافية المالية تصريحات الوزراء والمسئولين الذين انتهت مهامهم ولا الذين زاولوا مهام جديد، بكل بساطة يتعامل النظام مع القوانين كلعبة بين يديه يستخدمها وقت ما شاء ويتركها حين يريد.
بعيدا عن احترام الرئيس تجاه القوانين وبروره لليمين الغموس التي أقسم بها أمام رؤوس الأشهاد، نورد بعض من أشهر الوعود التي قطعها على نفسه من قبل:
-         في نهاية شهر فبراير الماضي انهار جانب من المسجد العتيق في مدينة نواذيبو، ووفقا لما نقلته صحراء ميديا عن إمام المسجد محمد الأمين ولد عبدي سالم فإن الرئيس محمد ولد عبد العزيز سبق أن تعهد بإعادة ترميم المسجد، في زيارته السابقة للمدينة؛ "لكن هذا الوعد لم يتحقق بعد، رغم كل الجهود التي بذلت في هذا الصدد" حسب قوله.
-         قبل سنتين من الآن استقبل الرئيس في القصر مجموعة نشطاء قافلة الأمل الأخير الذين قدموا إلى انواكشوط من نواذيبو سيرا على الأقدام من أجل تلبية مطالبهم، وطبعا التزم لهم فخامته بتسوية كل تلك القضايا التي من بينها التعويض لأصحاب بعض الممتلكات التي هدمت في إطار إعادة تخطيط المدينة كما يقر بذلك الدستور والقانون العقاري والشريعة الإسلامية، وبينما نكتب هذه السطور فإنه لم يتم تسوية أي نقطة من تلك المظالم.
-         منذ ثلاث سنوات نظمت حركة 25 فبراير يوما وطنيا للمظالم وتحدث خلاله أحد الناشطين من ذوي الإعاقة وكان خطيبا مفوها، استدعاه الرئيس بعد ذلك في القصر وقدم له مطالب زملائه ووعده بالاستجابة الفورية لجميعها، ومن أجل المتابعة طلب صاحبنا من الرئيس وسيلة للاتصال عليه فزوده برقم هاتف أحد العناصر الأمنية المقربة منه، مضت الأيام ولم يف الرئيس بوعده وكان الرقم مغلقا على الدوام.
-         مساء الثامن والعشرين من ابريل 2012 خرجت جماهير نواكشوط بشكل غير مسبوق في مسيرات متجهة إلى القصر الرئاسي مستنكرين محرقة الكتب الفقهية التي أقدمت عليها جماعة ايرا في اليوم السابق للمسيرة، وقد استقبلت الجماهير من طرف الرئيس الذي قطع عهدا بإنزال أقصى العقوبات بفَعَلة هذا المنكر الشنيع، مضت الأيام وهاهم أصحاب المحرقة يتبجحون بفعلتهم حتى اليوم ويعتبرونها بطولة رغم أن المذهب المالكي يقضي بردتهم عن الإسلام وشرط التوبة الإقلاع والندم على ما فات.
-         بعد أن تطاول ذلك الخسيس على مقام أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، استقبل الرئيس الجموع الغاضبة وأعلن أنه سيتم تطبيق شرع الله في هذا الخسيس وستحمي الدولة المقدسات الإسلامية وأن موريتانيا إسلامية وليست علمانية، كيفت تهمة المساس بالمقدسات والتي يستتاب صاحبها ويطلق سراحه مع أن شرع الله واضح في المسألة، ساب النبي يقتل حدا اذا تاب من فعلته ويقتل كفرا اذا بقي على أمره.
-         في الثالث من مارس تم تدنيس المصحف الشريف وتمزيقه في مسجد بتيارت، هذه المرة أرسل الرئيس أذرعه القمعية إلى المواطنين المنتصرين لكتاب الله فقتلت منهم من قتلت وجرح من جرح واعتقلت من قدم الماء للمتظاهرين، وقد بلغت الحكومة من الاستخفاف بعقول المواطنين أن تتهم ماعز تيارت بهذا الجرم الذي لم يتأكد حتى الآن حسب وصف ول عبد العزيز للحادث في لقائه مع الشباب، المفارقة هذه المرة أن الرئيس أكد على أن الدولة علمانية وذلك حين قال بضرورة فصل الدين عن السياسة !
ذلك غيض من فيض، يتضح من خلاله أن فخامته حنث اذ أقسم وأخلف اذ وعد وخان حين ائتمنه الرئيس المؤتمن، فهل أنتم منتهون ؟ ام أنكم لا تتعظون !


الثلاثاء، 25 مارس 2014

إيبولا على أبواب بلادنا


منذ شهر أعلن عن بؤرة لفيروس ايبولا في جنوب غينيا كوناكري أصيب به 80 شخصا توفي منهم 60، الفيروس فتاك ولا دواء يقضي عليه ويعتبر مسؤولا عن الإصابة بحمى نزيفية تؤدي غالبا إلى الوفاة.
ولا يخفى على الجميع أن غينيا كوناكري دولة متاخمة للسينغال وأن الحدود بين هذه البلدان تشهد نشاطا كبيرا وحركة دؤوبة، وهو ما جعل الخبراء يدقون ناقوس الخطر مبدين قلقهم من تفشي الوباء في غرب افريقيا بأسره.
ينتقل فيروس ايبولا إلى الإنسان عن طريق بعض الثدييات كالقرود والظباء، لكنه أيضا ينتقل بين البشر من خلال مخالطة افرازات المرضى (لعاب، بول) والعلاقات الجنسية والاتصال المباشر بدم المرضى ومؤخرا يجري الحديث عن إمكانية انتقال الفيروس عن طريق الهواء بين الأشخاص الذين يقطنون مع مصاب بالمرض، ومن المعروف أن الفيروس ينتقل بسرعة في الأوساط الطبية والمؤسسات الاستشفائية وخاصة لدى المعالجين من أطباء وممرضين حين لا يطبقون وسائل الوقاية، وقبل سنوات خسرت موريتانيا طبيبا وممرضين تعرضوا للعدوى من خلال معالجتهم لمريض يعاني حمى نزيفية اتضح فيما بعد أنه مصاب بفيروس كيريمي كونغو الذي أدى إلى حالة وبائية في بلادنا آنذاك.  
تعتبر فترة حضانة الفيروس قصيرة، فبعد أسبوع تقريبا من الإصابة بالفيروس تبدأ أعراض المرض والتي تتمثل في الحمى، الغثيان، التعب، الصداع، وإلتهاب الرقبة، وخلال أيام يعاني المريض من نوبات إسهال وتقيؤ حادة وطفح جلدي ثم تبدأ أعراض الفشل الكلوي والكبدي والنزيف الداخلي الذي يؤدي إلى الوفاة.
منذ سنوات تنصب الأبحاث حول لقاح مضاد لفيروس إيبولا وقد تمت تجربته على القردة حيث قدم نتائج جد مشجعة، إلا أنه في الوقت الحالي يبقى الحجر الصحي على المناطق الموبوءة وعزل المرضى اضافة إلى توخي الطاقم الطبي المعالج للحذر، أهم وسائل الوقاية من المرض وقانا الله منه.




السبت، 22 مارس 2014

ملاحظاتي على لقاء الشباب

في البداية أود أن أشير إلى أن لقاء السلطة الحاكمة مع المواطنين وبالأخص فئة الشباب هو أمر مهم في حد ذاته بغض النظر عن النتائج المتوخاة من هذا اللقاء، كما أن جلوس رئيس الجمهورية على مقاعد الدراسة في الجامعة لأول مرة في حياته يعد أمرا بالغ الأهمية ، وقد تمكنت كمتابع من بعيد للحدث من الخروج بعدة ملاحظات أردت أن أبديها في النقاط التالية:
1-  شارك في اللقاء 400 من الشباب أغلبهم من المستقلين او الذين كانوا يصنفون حتى عهد قريب من المعارضين للنظام الذي يصفونه بأبشع الأوصاف، وبصفة عامة يجب احترام رأي المشاركين وقناعتهم مهما كانت تخالفنا في الرأي فتلك هي أسس الديمقراطية وعلينا جميعا معارضين وموالين التحلي بها.
2-  ليست المرة الأولى التي ينظم فيها لقاء بين السلطة الحاكمة والشباب خاصة المناوئ لها، في منصف السبعينات نظم مؤتمر الشباب وشارك فيه المعارضون الذين انضموا للنظام القائم آنذاك وبالتالي تم ضخ دماء جديدة في الحزب الواحد.
3-   اختيار يوم 21 مارس للقاء ليس اعتباطيا فحسب الدستور الموريتاني فإن الرئاسيات ستكون يوم 21 يونيو، أي 90 يوما كاملة تفصلنا عن هذه الانتخابات وقد أراد النظام أن يبدأ أنشطة الحملة بهذا الحدث.
4-   تم اختيار الشباب المشاركين لعناية فائقة جدا، غاب العاطلون عن العمل والفقراء والمهمشون، وان وجدوا فكانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة.
5-   كشف اللقاء عن ضعف كبير في مستوى الشباب العلمي والثقافي وخاصة المتدخلين في الليلة الأولى والذين كانوا الأوائل في ورشاتهم حسب مقدم البرنامج، أخطاء بالجملة وضعف في التعبير وركاكة في الأسلوب وعجز عن تهجئة الكلمات، ينطبق ذلك على أغلب المتحدثين بالفرنسية والعربية.
6-   طغت عقدة الفرنسية على أغلب الشباب وحتى أن أحدهم لم يستطع تهجئة كلمة بعد محاولتين فما كان منه إلا أن أبدل الراء غينا حتى يكون فرنسيا قحا.
7-   رغم كل ذلك كانت المداخلة مقبولة وأحيانا جيدة وتنزه العديد من المتدخلين عن التملق والتزلف للسلطة.
8-   أشيد بمداخلة الرائد الطبيب خالد ول بي الذي استثمر الفرصة ليحصل على وعد فوري بشراء أجهزة طبية مهمة لمستشفى القلب كما أنه كشف جانبا مهما من بيروقراطية الإدارة، أشيد أيضا بمداخلة الدكتورة عائشة بيها والتي عبرت عن أفكار اشتراكية بامتياز لا يسعني إلا أن أدعمها ومن أهمها علاج الفقراء مجانا على نفقة الدولة ورجال الأعمال، الأستاذ المعلوم أوبك من انواذيبو كان أيضا متميزا خاصة أنه فرض الكلام ودخل معه الرئيس في مشادة وجعلته يطرح عليه أحمق سؤال سمعته في حياتي: انت كم تخلص ؟؟؟؟
وطبعا فإن نجم اللقاء كان وبدون منازع الخبير المحاسبي الذي أربك حسابات الرئيس.
9-   يبدو أن الرئيس كان على علم ببعض الضيوف وكان ينتظر مداخلاتهم.
10-                   غابت البطالة عن مشاكل الشباب وتم لجم المتدخلين الذين حاولوا الحديث عنها، غابت أيضا مشاكل الجرنالية  وشركات المناولة و تازيازت وام سي ام التي وقع هذا النظام الحالي اتفاقيات معها تستفيد الدولة من عائداتها 4 % فقط !!!
11-                   بالرغم من أن بعض المشاركين في اللقاء يعتبرون من الحقوقيين والإعلاميين إلا أن أحدا لم يتذكر اسحاق ولد المختار او معتقلي اغوانتنامو او الدركي المختفي في ظروف غامضة.
12-                   أما نتائج التحقيق في حادث الطائرة التي راح ضحيتها بعض من خيرة شبابنا في القوات المسلحة فلم تحظ هي الأخرى بأي اهتمام، ولا الخطوات التي ستتبعها قوى القمع مستقبلا للحيلولة دون مواصلة قتل المتظاهرين الشباب من أمثال لامين مانكال وول المشظوفي وول المعلى ومؤخرا شهيد المصحف وقبل ذلك شباب آخرون قتلتهم قوى القمع الغادرة بدم بارد، لا أحد يهتم بهم.
13-                   لم يتم تذكير الرئيس بوعوده السابقة في تطبيق الشريعة بأصحاب محرقة الكتب الفقهية والمسيئين للعلماء وساب النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى قضية تمزيق المصحف لم يطالب أحد باعتقال الماعز الذي تتهمه الحكومة بالقيام بها.
14-                   لم يتم أيضا الحديث عن الثراء الفاحش والسريع الذي لا تخطئه العين في زمرة الرئيس ومقربين منه كانوا معدمين قبل خمس سنوات.
15-                   باختصار لم يتم الحديث عن القضايا ذات الأهمية الكبرى او تلك التي قد تحرج رأس النظام، ولعل الشباب اختاروا برور والدهم وعدم احراجه او تعكير صفوه.
16-                   المستوي العلمي الهزيل للرئيس لم يمكنه من فهم مقترحات كانت ممتازة، مثل مداخلة خبيرة التغذية وكذلك حجب المواقع الإباحية والذي لا يتطلب غير برنامج بسيط.
17-                   اختار الرئيس تمرير عدة رسائل وخاصة إلى التيار الإسلامي يهدده فيها بالمواجهة، وذلك من خلال تكراره لسمفونية ول محم.
18-                   استبدل الرئيس عمامة رئاسة العمل الإسلامي بجاكيت أكثر حداثة وتقدمية، فقد كرر مرات عدة أن الدين يجب فصله عن السياسة فلا السياسة ينبغي لها التدخل في الدين ولا الدين ينبغي له أن يتدخل في السياسية "كل في فلك يسبحون"، هذا الخطاب العلماني يأتي بعد أن وعد الرئيس مرات بتطبيق الشريعة وبعدم قبول علمانية الدولة.
19-                   ذكر أيضا بالتحول الحاصل في السياسة الخارجية ومشاركة النظام في التحالف ضد قطر، وذلك حين ألمح إلى فساد حكامها وامتلاكهم لباريس وهي عبارات اختارها بعناية لأنها نفس العبارات التي يصف بها الإعلام الفرنسي الدوري القطري في بلاده.
20-                   نكتة اللقاء كانت متمثلة في النظرية العالمية الجديدة المتمحورة حول اللامركزية، لكي تقوم باللامركزية يجب أن تقوم بالمركزية، رئيس رؤساء افريقيا يسير على خطى ملك ملوكها.
21-                   أكد الرئيس وجود "فظمة" في كل الطاقم الحكومي والإداري حين أعلن أنه لا يستطيع أي واحد منهم صرف 20 أوقية دون إذنه ولا يستطيع القيام بشيء دون أمره وهذا يعني أن أصحاب المعالي مجرد وكافه في المسار الحانوتي، ولعله بذلك أراد أن يبعد عن نفسه تهمة وكاف الحانوت.
22-                   دعم الرئيس لمبادرة الشاب الصغير التي قال أنه سيخصصها للتصفيق والرقص خلف عزيز وارتياحه لها يوحي بأن الأهمية الحقيقية للقاء هو المشاركة الفعالة في الحملة الرئاسية.