علي شريعتي

إذا لم تكن شاهدا على عصرك، ولم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق والباطل، وإذا لم تتخذ موقفا صحيحا من ذلك الصراع الدائر في العالم، فكن ما تشاء : مصليا متعبدا في المحراب أم شاربا للخمر في الحانات... فكلا الأمرين يصبحان سواء. د.علي شريعتي

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

11 / 09 / 2001

في الحادي عشر من سبتمير سنة 2001، قابلت أخي وصديقي العزيز النح ولد محم قبيل صلاة الظهر وبدا متأبطا جهاز راديو -على غير عادته- يصدح من صوت محمود المسلمي وبقية مذيعي  البي بي سي، كان صديقي شارد الذهن على وجهه رهبة وخوف لا تخفيهما الفرحة التي تنتابه، بادرني بالقول: إنه حدث عظيم ولا أدري هل هو نهاية العالم أم لا لكن من المؤكد أن الطائرات تتساقط على رؤوس الأميركيين وتقتلهم دون أن يستطيعوا تحريك ساكن.
أصبت بفرح وسرور لأن الأميركيين يشربون كأسا طالما سقوناها ولأن أعظم امبراطورية في التاريخ تقف عاجزة عن مواجهة هجمات في عقر دارها بل في مراكز سيادتها، كانت موجة فرح غامر انتابت العالم الإسلامي وحتى العديد من الشعوب الأوروبية وهو ما جعل الرئيس بوش حينها يطرح سؤاله الشهير والذي لا يخلو من غباء معهود من فخامته: لماذا يكرهوننا ؟
أيقظت فورا جدي رحمه الله لأعلمه بالحدث العظيم وقلت له أن أمريكا أتاها أمر الله، بعد صلاة الظهر توجه جل رجال القرية إلى المنزل الوحيد الذي كان يمتلك جهاز تلفزيون حينها وبدأنا نمتع أنظارنا بصور الدمار في أمريكا وهي التي طالما أذاقتنا الأمرين في العراق وغيرها ...
بعد تلك النشوة العابرة اتضح للجميع أن الحادي عشر من سبتمبر هو أعظم كارثة على الإسلام والمسلمين، خسرنا بلدين دمرا والثالث في الطريق، خسرنا احترام الآخرين لديننا لأن ثلة من المتشددين تسوق الدين بطريقة فجة ولا يرون الإسلام في غير القتل، أصبح المسلم مثار شبهة في حله وترحاله بل أحيانا مجرما حتى تثبت برائته، أصبحت المسلمات المحجبات مطاردات في لندن وهي التي كانت يوما ما لندنستان لشدة إيوائها للمسلمين المضطهدين في بلدانهم. 
الفكر الذي قتل الأميركيين في الحادي عشر سبتمبر هو الذي قتل آلاف المسلمين في الجزائر وسوريا والأردن والمغرب وتونس ومصر وباكستان والعراق....
هي الجماعة ذاتها التي قتلت أبنائنا المسالمين في لمغيطي وتورين وصانتر أمتير والغلاوية والنعمة ... الخ
اليوم نقول لهم أنتم على غير هدى فاتركونا نعيش بسلام.

ليست هناك تعليقات: