أفاد تقرير استخباراتي صادر عن السي آي أي الأمريكية بمشاركة الاستخبارات الفرنسية يوم 13 من سبتمبر الجاري وتناقلته اليوم وسائل الإعلام بشكل واسع، أن مرتزقة فرنسيين وأفارقة واسرائيليين يستعدون لقلب النظام الحاكم في كوناكري، ويذكر التقرير أن المليادير الإسرائيلي بني ستاين ميز قدم تمويلات كبيرة للمعارضة الغينية وللشرطة وبعض من أفراد الجيش الفاسدين حتى يقتلوا العديد من المتظاهرين تمهيدا لإضطرابات قوية ستشهدها البلاد تزامنا مع الانتخابات التشريعية نهاية الشهر الحالي وهو ما سيمثل وضعا مثاليا للتغطية على عمليات فريق المرتزقة التي يسعى من ورائها الى الإطاحة بالنظام الحاكم.
عام 2008 اكتشف في غينيا كوناكري أكبر منجم للألماس في العالم، وهو ما فتح شهية الرئيس الأسبق العجوز كونتي والعديد من المقربين منه وأعضاء بارزين في الحكومة، قرر الجميع تقاسم الكعكة الجديدة مع رجل الأعمال الإسرائيلي ستاين ميز ببيعه حصة من المنجم بسعر بلغ 160 مليون دولار، بعد اسبوع واحد باع هذا الأخير نصف حصته لشركة برازيلية بمليارين ونصف المليار من الدولار.
توفي كونتي وبعد مرحلة انتقالية تم انتخاب العجوز اليساري الرفيق ألفا كوندي الذي بدأ حملة الأيادي النظيفة لمكافحة الفساد في بلاده، منذ أشهر بدأت فضيحة منجم الألماس تزكم الأنوف وخاصة بعد أن أشارت التحقيقات إلى عصابة دولية كبيرة مكونة من فرنسيين وأمريكيين واسرائيليين ينهبون خيرات الدول الفقيرة لم يسلم منها على ما يبدو المنجم الغيني.
ومن أجل بلوغ مرامها قامت مجموعة المليادير الاسرائيلي بانشاء وتمويل حزب سياسي في كوناكري يدعى "الحزب الوطني من أجل التجديد" وبرنامح الحزب الوحيد وشرطه لدخول الحكومة الإئتلافية كان "منح حق الاستغلال الحصري لمنجم الألماس لصالح شركة رجل الأعمال الإسرائيلي".
يشار إلى أن التحقيقات السرية الجارية في اسويسرا وفرنسا وأمريكا تفيد بأن مجموعة رجال الأعمال هذه تقوم بالعديد من عمليات الاستغلال المشبوهة لأغلب مناجم الذهب والألماس في القارة الإفريقية، يذكرني هذا ببلد آخر قرر رئيسه مراجعة اتفاقيات تقاسم الذهب مع المستثمرين الأجانب حتى تنال بلاده ثلاثة في المائة وتبقى 97 % لصالح المستثمرين مع بند يمنع مراجعة الإتفاقية مرة أخرى !!!