يجمع العبد الفقير لرحمة ربه في هذه المدونة المقالات والتدوينات التي يقوم بنشرها
علي شريعتي
إذا لم تكن شاهدا على عصرك، ولم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق والباطل، وإذا لم تتخذ موقفا صحيحا من ذلك الصراع الدائر في العالم، فكن ما تشاء : مصليا متعبدا في المحراب أم شاربا للخمر في الحانات... فكلا الأمرين يصبحان سواء. د.علي شريعتي
في الجمهورية الإسلامية
ذات العلم الأخضر الذي يتوسطه هلال ونجمة ...
قام جنرال
ذات يوم بالانقلاب على السلطة بعد عزله من منصبه كقائد لأركان الجيش وهو في سفر
خارج البلاد، فقرر حينها القيام بردة الفعل المعهودة وأصدر أوامره لعساكره
المخلصين أن يأتوه بالحاكم مقيدا حتى يكون عبرة لكل مدني يعتبر...
ظهر في صورة
العسكري النزيه المدافع عن حقوق فقراء الجمهورية الإسلامية -وما أكثرهم- المخلص
للبلاد والمصحح لأوضاعها، رمى خصومه بتهم الفساد والانحلال الأخلاقي والتآمر على
الوطن وتقويض الأمن العام وزج بهم في السجون، شارك في انتخابات فصلها على مقاسه ...
قدم فروض
الولاء والطاعة للدول الغربية حتى تغض الطرف عن ما خفي من أسراره وفضائحه فشكل رأس
الحربة في مكافحة الإرهاب ولم يتورع عن فعل أي شيء للظفر برضاهم، حتى المساجد لم
تسلم من بطشه.
بعد سنوات
بدأت الفضائح بكل أنواعها تطفو على السطح وتحاصر الجنرال من كل حدب وصوب حتى أصبح
عالة على حلفائه الغربيين فألقوا إليه بحبل المشنقة حين أرغموه على الدخول في
معترك انتخابي شفاف ونزيه توج بفوز خصومه المناوئين لحكمه.
أعلن
الجنرال في خطاب متلفز استمر زهاء الساعة تنحيه عن الحكم واللجوء خارج البلاد
مستبقا بذلك ترتيبات لعزله تمهيدا لتقديمه للمحاكمة العادلة كان البرلمان يقوم بها.
عاد جنرالنا
منذ أيام للجمهورية الإسلامية وفتح القضاة ضده العديد من القضايا وحين أمر القاضي –الذي
عزله الجنرال من منصبه أيام حكمه للبلاد- بسجنه على ذمة التحقيق فر جنرالنا الباسل في وضح
النهار رفقة حرسه الشخصيين من المحكمة لكنه أعيد إليها ليلا بصحبة فريق من قوات
الشرطة الخاصة هذه المرة لتأمر بوضعه قيد الإقامة الجبرية في منزله في انتظار
المثول من جديد أمام القضاء للنظر في تهم من بينها الخيانة العظمى وازدراء القضاء
والتآمر والفساد...
هي الدنيا
إن سرك زمن ساءتك أزمان، ليتعظ جنرالات الجمهورية الإسلامية ذات العلم الأخضر الذي
يتوسطه هلال ونجمة